الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
إليكم أخواني و أخواتي مفهوم مبسط للحوار والإقناع .
نبدأ بسم الله :
مفهوم الحوار :
الحوار هو نوع من الحديث بين شخصين ، يتم فيه تداول الكلام بينهما بطريقة ما ، فلا يستأثر به أحدهما دون الآخر ، ويغلب عليه الهدوء والبعد عن الخصومة والتعصب .
وقد ورد الحوار في القرآن الكريم بالمعنى المشار إليه أعلاه في ثلاثة مواضع :
الأول :
في قصة أصحاب الجنة في سورة الكهف {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً }الكهف34
الثاني :
في نفس السورة {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً }الكهف37
الثالث :
في صدر سورة المجادلة {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }المجادلة1
(( ويقدم لنا القرآن الكريم نماذج كثيرة من الحوار ، منها ما دار بين الله عز وجل وملائكته في موضوع خلق آدم عليه السلام ، وكذلك ما دار بين الله عز وجل وبين إبراهيم عندما طلب منه أن يريه كيف يحيي الموتى )) وغيرها من القصص .
أما مفهوم الإقناع :
فيعرفه (( بيرك )) بأنه : ( استخدام الإنسان للأفاظ و الكلمات والإشارات وكل ما يحمل معنى عاماً لبناء الاتجاهات والتصرفات أو تغييرها .
ويعرفه محمد ديماس في قوله : ( أما التعريف و المفهوم العلمي للإقناع حسب ما نرى هو : عمليات فكرية و شكلية يحاول فيها أحد الطرفين التأثير على الآخر ، و إخضاعه لفكرة ما ) ..
كيف تديره بنجاح
1-أقرأ القضية جيداً قبل المناقشة وإذا لم تستوعبها أقرأها مراراً وتكراراً..
حتى تستطيع أن تبدي رأيك فيها
2- حاول أن تكتب رأيك قبل أن تقرأ ردود المناقشين للموضوع حتى لا تتأثر بأرائهم .
3- حاول التسلسل والتدرج في طرح الفكرة
و لاتعيد طرح الفكرة أكثر من مرة تعدد الأساليب والفكرة واحدة .
4- حاول بقدر المستطاع بأن لا يكون رأيك متأثر بأحد الأمور الخارجة عن صلب الموضوع
(كشخصية الكاتب - أو طريقة كتابته وعرضه - أو لون أو خط أوغير ذلك )
5- ليس بالضرورة أن تكون كل كلماتك منمقه بأسلوب أدبي محنك ..
ولكن من المهم أن تكون كلماتك مفهومه للقراء ..
(وهناك البعض قد تصلك أفكاره وطرحه الشيق بسلاسة وقوه في نفس الوقت على الرغم
من أنه أستخدم لهجته العامية في المناقشة ).
6- رائع أن تستشهد خلال مناقشتك بآيات الله الحكيمة أو من سنة المصطفى عليه
أفضل الصلاة والسلام ((ومهم جداً أن تتأكد من صحة المصدر ..وياحبذا لو تكتب
رقم الأية والسورة أو الراوي واسم الكتاب الذي يضم الحديث ))
أو من واقع الحياة بقصص أو تجارب ..
7- بعض المناقشات تتطلب منك في نهايتها أن تستخلص رأيك بكلمات قليلة تعبر فيها عن وجهة نظرك ..
8- إن كانت القضية تتطلب حلول ..أطرح حلول من واقعٍ مجرب أو حتى لو كانت من خيالك ترى من الممكن تحقيقها ..
9- البعد كل البعد عن تجاوز الأدب وانعدام الإحترام بينك وبين المتحاورين مهما كانت الظروف أو الأسباب ..
(وإلا فالصمت خير لك لكي لاتندم على كلمات قد قلتها في لحظة غضب )
10- إذا وجدت من له وجهة نظرٍ تخالف وجهة نظرك ويحاول أن يستفزك أو يثير المشاكل معك ..
حاول أن تفهمه بأسلوب هادئ (حتى ولو كنت تشتاط غيظاً )
أننا لسنا في ساحة معركة وهذه مجرد قضية طرحت للحوار .. وليس من الضروري بأن ينتهي
الحوار بإقناع أحد الأطراف بالرأي الأخر و يبقى لكل أنسانٍ قناعاته وأرائه التي يؤمن بها
11- لاتنقص من قدر نفسك لأنك ترى أغلب المناقشين يعارضون رأيك ؛
فأن كنت مقتنعاً بهذا الرأي( الذي أوردته) فالناس ليسوا طبقة واحده في التفكير ويختلفون في
ذلك تبعاً لمفرداتهم الثقافيه فالامرالذي يعجب شخصاً ما ... قد لايعجب الآخر
12- إذا ناقشت في قضية (محل نقاش) فمن المهم أن تعود لتقرأ الردود التي ستكتب بعدك ..
فلربما عقب أحدهم على نقطة قد أثرتها خلال طرحك ليحصل التفاعل بين الأراء المتناقشة .
تحياتي : امير العشاق